وزير التربية يتابع الحادثة ويتعهد باتخاذ أشد العقوبات بحق المعتدين
إصابة مدير مدرسة ومعلمين باعتداء أهالي طلبة
مع أنني منذ مدة وأنا نوعا ما منقطع عن التعليق إلا أن هذا الحادثة استفزتني....
منذ كنا على مقاعد الدراسة ونحن نحفظ للمعلم والعاملين في قطاع التعليم تحديدا احتراما خاصة وهيبة لما لهم من فضل ودور كبير في تربيتنا وتزويدنا بالعلم وصقل بعض مهاراتنا.....
ما حدث في هذه الحادثة ويحدث في العديد من الحوادث المشابهة لهو دليل واضح على فشل في العديد من الأنظمة وتدهور سلوكيات ومنها: النظام الاجتماعي والتربية (الأسرية)، انعدام الاحترام لمن هم أكبر سناً، انعدام لغة الحوار والتفاهم، اندفاع أقارب وعائلة وراء شكوى أحد أبناءها (قد يكون محقا وقد يكون مخطئأ)، عدم المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة واتلافها بشكل متعمد، التلفظ بألفاظ نابية.
ما قام به المعتدون عبارة عن مجموعة من الانتهاكات القانونية والجرائم التي يعاقب عليها القانون.... وبالمختصر سيتدخل عدد من الذين يدعون أنهم وجهاء لإصلاح ذات البين وإخراج المعتدين من السجن دون أن يتم إيقاع أي عقوبة قانونية مناسبة عليهم.
الجانب الآخر المخجل هو ردة فعل نقابة المعلمين: (كما حمّل شبانة مسؤولية هذا "الاعتداء الآثم على المعلمين لوزارة التربية والتعليم، ورئيس الحكومة") مما يعني أن النقابة ليس لها أي دور في دفع عجلة التشريعات أو حتى وضع أنظمة لرفع سوية التعليم ووجودها لا ضرورة له.
المشكلة اليوم لا تنحصر فقط في هذا الاعتداء الذي تم على المدرسة والعاملين فيها ولا الأضرار التي نتجت سواء كانت جسدية أو مادية أو نفسية... الموضوع يطال المنظومة والتركيبة الاجتماعية وأسوب التربية المتبع في العائلات والذي بات واضحا أن الأهل مشغولون عن تربية أبنائهم بأمور أخرى وتركوا تربية الأجيال للشوارع والأصدقاء وأجهزة التلفاز ومحتوى شبكات الانترنت.....
السؤال الذي يراودني الآن..... إلى أين سيصل بنا المطاف؟
جميع المؤشرات الاجتماعية تؤكد أن عملية التربية ضعيفة (وشبه معدومة في العديد من الحالات) والذين تقع على عاتقهم هذه العملية لا يدركون حجم المسؤولية على عاتقهم وأهميتها ولا يولونها أي اهتمام..... هل يلزمهم تأهيل؟ بالتأكيد ومن الواجب أن تكون هذه العملية على مستوى وطني ليشمل جميع الفئات والقطاعات.......