Sunday, April 24, 2016

نحن و مناهج التعليم

موضوع قديم جديد والحديث فيه مؤلم. مناهج تتغير وتتبدل دون أن يعرف أحد الأسباب.
هل الأسباب اجتماعية بهدف تطوير المجتمع والارتقاء به؟ أم الأسباب سياسية ومن جملة الأهداف تطوير الوعي السياسي للمجتمع والارتقاء بتفكيره وزيادة نضوجه؟ أم أن الأسباب مادية وتهدف إلى تقليل حجم المواد ليتم إنهاء المحتوى المطلوب خلال الفترة الزمنية المعطاة للفصل الدراسي؟

أم أن الأهداف خفية وما يعلن عنها غير صحيح؟

لنلقي نظرة خاطفة على بعض المناهج والتي أتحدث عنها من وحي الواقع مع أبنائي....
منهاج الرياضيات للصف الخامس على سبيل المثال يحتوي في الفصل الأول على ما يزيد عن 10 مبادئ في الرياضيات. هل الفترة المعطاة في الفصل الأول كافية لإنهاء المادة بطريقة تضمن وصول المعلومة لمعظم الطلبة بصورة صحيحة مع تنمية قدرتهم على التطبيق.
في المقابل منهاج اللغة العربية من الصف الأول الابتدائي مبني على فرض أن الطالب عند دخوله للصف الأول يستطيع قراءة جميع الأحرف ولديه القدرة على بناء تراكيب لغوية. للعلم أن هذا غير منطقي إطلاقا وغير صحيح.......... في الناحية الأخرى لا يوجد تنمية لقدرة الطالب على الكتابة والتعبير إلا على نطاق محدود جدا.

أما منهاج التربية الإسلامية وما أدراك ما منهاج التربية الإسلامية.... يبعد هذا المنهاج عن التربية الإسلامية بعدا لا بأس به مع ملاحظة اختفاء القرآن من المحتوى....

يا للهول يا قوم.... من هذه الأمثلة يتضح أن التعديلات التي تمت، أنتجت مناهجا أسوأ من سابقاتها....
هل هذا متعمد أم كله بمحض الصدفة؟
إذا ما هو الهدف؟ أهو التجهيل في أمور الدين؟ أم خلق أجيال جاهله لا تصلح لشي؟
إلى حد قريب كان معروفا لدى جميع الدول العربية المجاورة التي يصلها أبناؤنا للبحث عن فرص عمل أفضل أن أبناء الأردن هم الأقوى في دراستهم والأفضل في أخلاقهم. هل ما زالت هذه النظرية صحيحة؟!

للأسف لا. إننا اليوم نتغنى بالماضي وما زلنا واقفين على الأطلال ولا نرى أبعد من أصابع أقدامنا في وقت أصبحت فيه الدول التي كان من يحمل شهادة التوجيهي الأردني يربي ويعلم ويخرج أجيالا من أبنائها، أصبحت هذه الدول منارات للأبحاث ومنابع للعلم. قد تكون هذه الدول أصبحت كذلك بفضل قوتها المادية وما تستطيع أن توفره هذه الأموال من استقطاب سهل وميسر لكل مصادر ووسائل التعليم. هذه القوة التي بدأت تحرك موازين القوى التعليمية في اتجاهات جديدة لن نستطيع اللحاق بها بعقلية الأطلال التي نعيش بها.

برأيي الشخصي، ولكل منا حرية الرأي والمعتقد، فإن ما يحدث يهدف بكل بساطة إلى مسح شخصية الإنسان الأردني ليصبح جاهلا ولا قدرة لديه للتطوير أو التفكير أو إبداء الرأي. ويبقى همه اليومي ثمن الدخان ويستوطن فكره تغيير الهاتف الخلوي.... 

إذا، أين نحن ومناهج التعليم؟؟؟؟

No comments:

Post a Comment