عاما بعد عام...
وعيد أم بعد عيد أم...
نتذكر الإنسانة التي كان لها أكبر الأثر في حياتنا... سأتفق مع جميع من قال أن هذا اليوم وحده لا يكفي، وليست هذه الطريقة المناسبة لتكريمها ويجب أن لا تكون الطريقة الوحيدة فهناك ألف ألف طريقة...
أفكاري ساقتني إلى أن أفسر أحرف كلمة "أم"...
أ: ألم، م: معاناة... أبسط ما قد يجول في خاطري. تتألم من بداية وجود طفلها سواء داخل رحمها أم خارجه. معاناتها لا تنتهي بالولادة بل على العكس تماما حيث تكون هذه البداية فقط. آلامها لا يفهمها أيا كان، بل يلزم أن يكون شخصا مر بتلك التجربة المريرة. قد لا أكون أفضل من يستطيع أن يعبر عن تلك التجارب ولكني سأتحدث عن ما شاهدت... كم منا كان يعلم أن الأم قد لا تتمكن من النوم في الشهر الأخير من الحمل في أفضل الأحوال. من منا على علم بالتغيرات الفيزيائية والبيولوجية التي تحصل في جسم الأم خلال وبعد الحمل.
تنتهي أشهر الحمل بمُرِها ومُرِها وتبدأ الحياة التي لا يعلم ما بها إلى الخالق. تراقب تلك الأم جزءا من روحها التي غادرت من جسدها واستقرت في هذا المخلوق الجديد. قدر له أن يكون معاناة جديدة لها بعد كل الألم الذي تسبب به خلال فترة الحمل. لو توقف الوضع على فترة الحمل والولادة فقط لكان الموضوع هينا. قدر لتلك الأم أن تشاهد قطعة من روحها وجسدها تمشي حولها، تنمو وتكبر وتتطور لتصبح في يوم من الأيام الحاكم و الجلاد الذي ما إن سنحت له الفرصة حتى يبادر بكلمات وجمل لا يعي لها معنى. يضرب بها عرض الحائط لكل دمعة ذرفتها في مرضه، وكل قطرة دم ضحت وستضحي بها من أجله، وكل دقيقة قضتها في انتظاره وفي سبيل راحته، وكل شعور بألم أصابها عندما أحست بألمه...
ليست الفكرة التنظير (إن جاز التعبير) ولكن، ألا تستحق هذه الأم منا اهتماما أكبر واحتراما يليق بكل ما قدمته وستقدمه لأبنائها؟ أتمنى لو أن كل شخص في هذه الدينا سنحت له الفرصة لحضور عملية ولادة ليرى مدى الألم الذي تمر به الأم ويتفكر في هذه المرحلة لدقائق معدودة ويقرر ماذا يجب أن يقدم كي يتمكن كي يعوض أمه عن ما مرت به من ألم خلال الولادة فقط....... إن كان لديك جواب ابلغني فأنا لم أعثر على جواب حتى الآن...
كل عام وكل أم بخير... كل عام وأمي بخير...
كل عام وزوجتي بخير...
كل عام وأختي بخير...
كل عام وخالتي بخير...
كل عام وعمتي بخير...
كل عام وكل أم في وطننا بخير...
وكل عام وفلسطين بخير...
No comments:
Post a Comment