في بلد يعتبر من أعلى دول العالم العربي تعليما وحملة للشهادات الجامعيه ولكن للأسف أصبحت الشهادات والعلم والتعليم لفئه كبيره من أبناء وطننا "كمثل الحمار يحمل أسفارا"
أوصل بنا عدم الشعور بالمسؤوليه إلى الخروج بلا أسباب في منتصف عاصفه ثلجيه تجتاح البلاد لأكثر من ثلاثة أيام...
أناس خرجت إلى طريق المطار يوم الخميس بهدف "الفرجه" على الثلج واللعب به وماذا كانت النتيجه! علقت آلاف السيارات على هذا الطريق والعديد من الطرق الأخرى ولم يتمكن العديد من الرجوع إلى منازلهم... البعض ناموا في سياراتهم والبعض الآخر اضطر إلى العودة سيرا على الأقدام لمسافات طويله (الله لا يرد هيك ناس)....
المؤسسات الرسميه في حالة تأهب قصوى، لن ناقش أن العديد من مؤسساتنا تمر بهذه الظروف على الأقل مره واحده كل سنه ولن أناقش أنهم مقصرين في العديد من الحالات من حيث الاستعداد والتجهيز....
مؤسساتنا على أهبة الاستعداد والعديد العديد من أبناء الوطن أظهروا مستوى عالي جدا من اللاشعور واللااهتمام...
نتكلم عن التطور ونقلد الحضارات الغربيه في التطور الشكلي من مكياج وملابس أخلاقيات الاختلاط والحريه ولم ننظر إلى احترافيتهم وأخلاقهم العاليه... لم نتمكن حتى اليوم من تغيير أنفسنا بصورة إيجابيه ولو بنسبة 10%... أضعف الإيمان كما يقول رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام أن تنكر المنكر بقلبك... فلماذا لا بندأ بتغيير أنفسنا... الكل يتحدث عن الحريه (أحب أن أضيف نقطه على الحاء) الشخصيه وننسى أن حريتنا تنتهي عندما تتعدى على حرية الآخرين........
ما هو ذنب الطفلة التي لم تتمكن آليات الاسعاف المدني والجيش أن ينقلوها إلى المستشفى في وقت مناسب وسلمت الروح إلى بارئها... نعم إنه قضاء الله وقدره ولكن أين التفكر والأخذ بالأسباب؟ أين المنطق! أين الأخلاق! أين التعاون!
نلوم الأجهزه الرسميه والمؤسسات على التقصير والتأخير ونحن السبب وراء هذا التقصير... السيارات أعاقت الطريق مما أدى إلى تأخير الآليات... للتذكير، كل ثانيه في هذه المواقف لها تأثيرها... ولكن هل لدينا شعور بالمسؤوليه! هل لدينا شعور من الأساس!!!
فقدنا جزءا من أخلاقنا وبدأنا بمنطق نفسي نفسي!!!
كل من كان سببا في تأخير إسعاف هذه الطفله إلى المستشفى هو مذنب أمام الله... لا سامحهم الله.... طفله لم تصل في الوقت المناسب إلى المستشفى بسبب تفاهة أناس يفترض أن يكون بالغين وعاقلين....
لا سامحهم الله ....
رحمة الله على الطفله وألهم أهلها الصبر وحسن العزاء وندعو الله أن يكون مكانها في جنان الخلد مع الأنبياء والصديقين والشهداء....
وأخيرا وليس آخرا، أرجو أن يتعظ البعض من هذه المواقف ويغير ولو بالقدر اليسير طريقة تفكيره إلى الإيجابية ويبتعد عن الأنانيه لننتقل من ثقافة اللاشعور وثقافة اللامسؤوليه إلى ثقافة الشعور بالمسؤوليه ومراعاة الآخرين....
ملاحظه: عذرا على الانفعال الزائد ...