Sunday, December 15, 2013

ثقافة اللاشعور ... ثقافة اللامسؤوليه...

في بلد يعتبر من أعلى دول العالم العربي تعليما وحملة للشهادات الجامعيه ولكن للأسف أصبحت الشهادات والعلم والتعليم لفئه كبيره من أبناء وطننا "كمثل الحمار يحمل أسفارا"
أوصل بنا عدم الشعور بالمسؤوليه إلى الخروج بلا أسباب في منتصف عاصفه ثلجيه تجتاح البلاد لأكثر من ثلاثة أيام...
أناس خرجت إلى طريق المطار يوم الخميس بهدف "الفرجه" على الثلج واللعب به وماذا كانت النتيجه! علقت آلاف السيارات على هذا الطريق والعديد من الطرق الأخرى ولم يتمكن العديد من الرجوع إلى منازلهم... البعض ناموا في سياراتهم والبعض الآخر اضطر إلى العودة سيرا على الأقدام لمسافات طويله (الله لا يرد هيك ناس)....

المؤسسات الرسميه في حالة تأهب قصوى، لن ناقش أن العديد من مؤسساتنا تمر بهذه الظروف على الأقل مره واحده كل سنه ولن أناقش أنهم مقصرين في العديد من الحالات من حيث الاستعداد والتجهيز....
مؤسساتنا على أهبة الاستعداد والعديد العديد من أبناء الوطن أظهروا مستوى عالي جدا من اللاشعور واللااهتمام... 
نتكلم عن التطور ونقلد الحضارات الغربيه في التطور الشكلي من مكياج وملابس أخلاقيات الاختلاط والحريه ولم ننظر إلى احترافيتهم وأخلاقهم العاليه... لم نتمكن حتى اليوم من تغيير أنفسنا بصورة إيجابيه ولو بنسبة 10%... أضعف الإيمان كما يقول رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام أن تنكر المنكر بقلبك... فلماذا لا بندأ بتغيير أنفسنا... الكل يتحدث عن الحريه (أحب أن أضيف نقطه على الحاء) الشخصيه وننسى أن حريتنا تنتهي عندما تتعدى على حرية الآخرين........


ما هو ذنب الطفلة التي لم تتمكن آليات الاسعاف المدني والجيش أن ينقلوها إلى المستشفى في وقت مناسب وسلمت الروح إلى بارئها... نعم إنه قضاء الله وقدره ولكن أين التفكر والأخذ بالأسباب؟ أين المنطق! أين الأخلاق! أين التعاون!
نلوم الأجهزه الرسميه والمؤسسات على التقصير والتأخير ونحن السبب وراء هذا التقصير... السيارات أعاقت الطريق مما أدى إلى تأخير الآليات... للتذكير، كل ثانيه في هذه المواقف لها تأثيرها... ولكن هل لدينا شعور بالمسؤوليه! هل لدينا شعور من الأساس!!!

فقدنا جزءا من أخلاقنا وبدأنا بمنطق نفسي نفسي!!!
كل من كان سببا في تأخير إسعاف هذه الطفله إلى المستشفى هو مذنب أمام الله... لا سامحهم الله.... طفله لم تصل في الوقت المناسب إلى المستشفى بسبب تفاهة أناس يفترض أن يكون بالغين وعاقلين....


لا سامحهم الله ....

رحمة الله على الطفله وألهم أهلها الصبر وحسن العزاء وندعو الله أن يكون مكانها في جنان الخلد مع الأنبياء والصديقين والشهداء....

وأخيرا وليس آخرا، أرجو أن يتعظ البعض من هذه المواقف ويغير ولو بالقدر اليسير طريقة تفكيره إلى الإيجابية ويبتعد عن الأنانيه لننتقل من ثقافة اللاشعور وثقافة اللامسؤوليه إلى ثقافة الشعور بالمسؤوليه ومراعاة الآخرين....

ملاحظه: عذرا على الانفعال الزائد ...

Friday, December 6, 2013

جريمه في الأردن




التصريحات حول هذا الموضوع فيها تضارب عند متابعة كل ما قيل في الموضوع... لماذا هذه التغطيه وعدم الصراحه. القاتل سيتم محاكمته (على ما أعتقد) وبالتالي سيصبح معروفا لأهل القتيله (رحمها الله) وفي النهايه سيعلم الجميع الدوافع... 
ما هو بدرجه سوء الجريمة، التعليقات التي انتشرت... البعض يشكك في الفتاه، والبعض يقول "غلطه وكلنا يمكن يغلط" والبعض الآخر ذهب للوم رئيس الوزراء على عدم تغيير التوقيت إلى التوقيت الشتوي...

للأسف المشكله ليست في التوقيت الشتوي ولكن في انخفاض مستوى الأمن في بلد كان مضرب المثل بين الدول العربيه في مستوى الأمن... الكثير منا يكابر ويصر على أنه لا توجد مشكله... مشكلتنا الأخرى في اختفاء الأخلاق... بعضنا يتفاخر بارتكاب الجرائم والمشاكل والأسوأ من يتفاخر بارتكاب المعصيه. إذا مات قلب أحدهم ولم يخش الله عند ارتكابه للمعصيه وكان على درجة من الوقاحه للتفاخر بما فعل، فماذا تأمل منه؟
المصيبه الأكبر هي عدم محاسبة المجرمين عن جرائمهم وعادة ما ينتهي بهم الأمر بالتوجه إلى أشخاص يسمون أنفسهم وجهاء وشيوخ للتوسط في إنقاذ مجرم سمح لنفسه بإزهاق روح قال الله تعالى فيها ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا )... أتسمح لكم أخلاقكم بالتوسط لمسامحة مجرم قتل نفسا! 

ما يحدث اليوم في مجتمعنا هو نتيجة سنوات من اللامبالاة وعدم الاهتمامبالتربيه والتعليم وتنحية الدين من حياتنا بداعي الحريه...
الأسوأ ما سيأتي إن بقينا تائهين على دربنا الحالي....

Wednesday, December 4, 2013

أين نحن!!! ضائعون؟



(المصدر: دائرة الإحصاءات العامه - التقرير الإحصائي السنوي عن التعليم العالي في الأردن 2011/2012 - جدول رقم 26 -  http://www.mohe.gov.jo/Statistics/tabid/69/language/ar-JO/Default.aspx)
خريجي الجامعات الأردنيه الحكوميه والخاصه لعام 2011/2012 بلغ أكثر من 54000 منهم أكثر من 47000 خريج بدرجة بكالوريوس...
السؤال، كل هذه الناس المتعلمه في الأردن، والكفاءات التي نقوم بتصديره إلى الدول العربيه المجاوره وما زلنا حتى اليوم غير قادرين على تطبيق قانون منع التدخين في المناطق العامه! 
ما زلنا غير مقتنعين بضرر التدخين على صحتنا؟؟؟
ما زلنا لا نراعي مشاعر غير المدخنين من حولنا ونصر على إشعال السيحاره بوجود مرضى وأطفال وحوامل!!!!!

(المصدر: الأردن بالأرقام 2012 - http://www.dos.gov.jo/dos_home_a/main/linked-html/Jordan_no.htm)

يحصل كل سنه ما لا يقل عن 45000 طالب وطالبه على شهاده جامعيه (15% من سكان الأردن فوق عمر 15 سنه حاصلين على درجة بكالوريوس) وما زلنا حتى اليوم لا نفهم معني استخدام الغماز أثناء القياده وأهمية حزام الأمان، وضرورة التحلي بأخلاق عاليه عند قيادة المركبه، وأهمية إعطاء الأولوية لمركبات الطوارئ والنساء والأطفال وكبار السن...
ما يعادل 50% ممن أعمارهم 5 سنوات فما فوق يستخدمون الحاسوب ومع ذلك لا يستطيع الغالبيه العظمى من الحصول على معلومه جديده من شبكة المعلومات...
البعض لديه قدره عجيبه على تمضية ساعتين مع رأس أرجيله يحرق به صحته وماله وهو يعلم ولا يملك الوقت لتمضيته مع أطفاله... يترك تربيتهم للشارع والحاره وأبناء الجيران وبرامج التلفزيون مواقع الانترنت....
متى كانت آخر مره جلست مع أبنائك؟ ماذا تعلم عن مدارسهم؟ ما هي الأشياء التي يحبونها ويكرهونها في مدارسهم وأصدقائهم؟
متى كانت آخر مره جلست مع زوجتك للحديث بجون حصول أي مشاكل...

كثير منا يعتقد أنه الوحيد في العالم الذي يحمل هموما ومشاكلا!!! يشكوها للسيجارة وللأرجيله
كل منا لديه مشاكله وهمومه بل ومصائبه....
كن قويا وواجه نفسك وحياتك... خذ زمام المبادره (للمثقفين ثقافات عاليه جدا يعني Initiative) وحسن من نفسك.
طور طريقة تفكيرك وحاول أن تخرج من قوقعة المؤامره التي يحيكلها الجميع لك.... أبو العبد صاحب الدكانه ليس جزءا من مؤامره عالميه تحاك ضدك، هو شخص باعك أنت وأولادك بضائع ويريد ثمنها عندما تقبض راتبك.  

الوقت الذي يمضي لا يعود ولا يمكنك إرجاعه ولو بالمال! ليكن مقياس رضاك عن نفسك مقدار الفائده التي حصلت عليها من كل دقيقة تمر من حياتك!
اعمل ليس ليقال أنك قمت بعمل مميز، ولكن لتترك أثرا إيجابيا لمن حولك وفي كل من حولك....

Sunday, June 23, 2013

15+ سؤالا في عمان (الجزء الثاني)

استكمالا لما كتبته قبل أكثر من عام (http://peoplebywesam.blogspot.com/2012/03/15.html)

22. نتحدث دائما عن التحسين، والتطوير، والتفكير بطريقة إيجابية، والتأثير في الآخرين بشكل إيجابي... إلخ من التنظير. لماذا لا نبدأ بأنفسنا؟
23. أحدنا يجلس مع أصحابه أو زملاء العمل أو زملاء الجامعة ولا يسلم من ألسنتهم شرف فتاة (بما في ذلك أقرب الزميلات) ولا يشعر بأي حرج أو عيب أو تأنيب داخلي من ما يسمى الضمير. ولكن إذا تكلم أحد عن صديقته استشاط غضبا وقد لا ينتهي الموضوع إلا بدخول عدد من الناس إلى السجن أو المستشفى. لماذا؟ ازدواجية المعايير وانحطاط الفكر!!!
24. لماذا ننادي بالقيم والأخلاق ونطالب الجميع أن يكونوا قدوة وعندما ينتهي هذا الشخص من حديثه وتنظيره يلقي بعقب السيجاره أرضا؟
25. لماذا يطالب أحدنا بصلة الرحم وزيارة الأقارب وهو شخصيا لم يقم زيارة والده أو والدته في نفس المدينة منذ أشهر؟
26. لماذا أبناؤنا يرفضون العمل في العديد من الوظائف الشريفة ولكن يقبلون العمل بها في بلاد الغربة وعلى استعداد أن يستمروا بالعمل بها لسنوات طويلة؟
27. بعض الآباء هم سبب انحراف وضياع أبنائهم بتوفيرهم لجميع وسائل الرفاهيه والترف بدون أي عناء من أبنائهم؟
28. لماذا يدخن الأب ويطلب من ابنائه عدم التدخين؟
29. هل يعقل أن ننادي بحب الوطن ونكون أول من يسرقه؟ أم أنه حلال لنا أن نفعل ذلك وحرام على غيرنا؟
30. لماذا حب الوطن لا يتجاوز الشعارات والهتافات وفي أحسن الأحوال الأغاني؟؟؟

من المخطئ؟

عنوان غريب، وموضوع أغرب...
هل منا من هو مخطئ؟ "شو بتحكي يا زلمه، هاظا الرجل طيب وأمير وخدوم، والله الغلطه ما بتطلع منه" جمله تسمعها عندما تشكي همك لأحد ابناء الأردن عن خطأ ارتكبه صديق أو زميل...

ارتكاب الأخطاء أمر طبيعي وهو جزء من سير الحياة اليومية للإنسان سواء على الصعيد الشخصي أو العملي...
إذا، أين المشكله؟؟؟

المشكلة تتلخص في أكثر من منطلق:
  1. عدم وجود القدرة على معرفة وقوع الخطأ أو حدوثه
  2. تحديد الخطأ وعدم الاعتراف به
  3. تحديد الخطأ وعدم تصحيحه، على الأقل في المرات القادمه
  4. تكرار الخطأ في المستقبل إما بسبب عدم معرفة ما حدث مسبقا، أو عدم وجود القدرة و/أو الرغبه في التعلم من الأخطاء
  5. الوصول إلى مرحلة الوقاحه في ارتكاب الأخطاء... بمعرفة أن ما ارتكبته خطأ ولا ألقي بالا لما يجري
بالمختصر المفيد، كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون...

تحمل مسؤولية أخطاءك سواء كانت الشخصية أو العملية وسترى انعكاس ذلك على خبراتك.. ليس منا شخص ولد بخبره اجتماعيه أو عمليه، ولكن الانسان يتعلم ويكتسب... يبدأ منحنى التعلم بالنزول عندما نظن أننا ملكنا العلم كله ولم يبقى ما نتعلمه...

Tuesday, April 2, 2013

تطور ورقي وتحضر أم غباء وتخلف

الكثير منا يقارن أمتنا (التعبانة) مع باقي أمم العالم، وأنا أحد هؤلاء الناس. والطريف في موضوع المقارنة أننا نقوم بها على طريقتين...

الطريقة الأولى هي المقارنة بالدول التي قد نعتبرها أقل حظا منا وعادة يقوم بها أناس محدودوا الأفق، ضيقوا التفكير. يستخدموا هذه المقارنة لإقناع وإيهام أنفسهم ومن حولهم أننا بخير وأننا من أفضل الأمم... 
الطريقة الثانية أن نقارن أنفسنا ببعض الدول التي تعتبر أكثر تقدما ورقيا وحضارة... بعض أصحاب هذا المذهب في المقارنة هدفهم التقليل من شأننا والتحقير من الوضع الذي نحن فيه وليس السير على نهجهم في بعض الأمور التي نجحوا بها ويمكن أن نقوم بتطبيقها في بلادنا.

لن أخوض في نقاش أن الطريقة الأولى في المقارنة مع من هم أقل حظا لا تدل إلا على الغباء وضيق الأفق وعدم التفكير في المستقبل وقتل الطموح الشخصي لديهم.
ما أود الخوض فيه هو النوع الثاني... عندما يقوم أحدهم (ويتنطح) وهو لا يفقه شيئا ويبدأ بالتنظير والشرح والتوضيح والإفتاء بما لا يعلم ولا يعمل... يستخدم المعرفة فوق السطحية لديه لعمل مقارنات تافهه... تصبح مقارنته على مبدأ " يا عمي هذول الناس أحسن منا وبيفهموا أكثر منا، شو بيجيبنا إلهم" ولم ينتبه يوما أن انحطاط تفكيره وإحباطه لمن حوله إضافة إلى عدواه السلبية هم أحد أسباب انحدار الأمه بأكملها... المشكلة تكمن في وجود العشرات والمئات بل آلاف الآلاف من هذا الصنف في أمتنا المسكينة... لو كان القرار بيدي لجمعت هذه النوعية ووضعتها في مبنى مصمت بدون أي نوافذ أو أبواب أو تهويه مع تلفزيون يبث أخبارا عن حقبة ما قبل التاريخ التي أتوا منها وأغلقوا عقولهم على محتواها، وأمنعهم من الاختلاط مع العالم الخارجي سواء مع البشر أو الشجر أو حتى الحيوانات... 
على ذكر الحيوانات، طريقة تفكيرها أفضل من هذه النوعيه من البشر، كيف؟ في المعظم، الحيوانات تبحث عن طرق جديدة للحصول على قوت يومها وتعمل على تطوير مهاراتها لتنجح في صراع البقاء الذي لا يفرز إلى الأفضل... في عالم البشر (الخاص بشعبنا العربي)، صراع البقاء أصبح يفرز الأغبياء والمتملقين فقط على الأغلب وفي حالات نادرة يفرز الأقوياء ولكن بتحفظ حيث يلزمهم (واسطة) للوصول إلى تلك المراتب إلا من رحم ربي...
الغباء البشري تماما مثل الذكاء البشري، لا حدود له وتستطيع أن تطلق له العنان في فضاءات التفكير (الأعوج) لتهوي بها إلى القعر مع الكثير من الأغبياء...
لن أذكر الحل فهوا واضح لمن لديهم تفكير جلي...

وأخيرا، قمت بكتابة هذا العمود بعد حادثة طريفة حصلت مع زوجتي مع ولي أمر قرر أن معلمه لديها درجه جامعيه عليا والأهم منها خبرتها العملية وسيرتها الناجحة التي خرجت طلبة ارتقت بمستواهم اللغوي إلى مستويات لم يتخيل أحد أنهم سيصلوا لها (لا هم ولا أولياء أمورهم)، قرر أن هذه المعلمه لا تستطيع تدريس اللغة الانجليزية كونها من أصل عربي...
أحترم وجهة نظره الغبية وأقول له، من قال أن (الأجانب) أفضل منا في تدريس اللغات الأجنبية... ألم يلاحظ عدد الأخطاء التي يقوم بها ما نسميهم الأجانب الذين يعتبرهم أفضل منا في القواعد اللغوية للغتهم؟؟؟ ليس دفاعا عن زوجتي فقط ولكن دفاعا عن كل معلمينا الأفاضل، نساء ورجالا، صغارا وكبارا، الذين خرجوا أجيالا تستطيع أن ترتقي بأمتنا إلى قمم المجد لولا وجود أمثاله...
لهذا وللكثير من أمثاله، اخرج من قوقعة أنك أفضل ما أفرزته الأرض، وسع أفقك وحسن طريقة تفكيرك... وأفضل من هذا كله، ابحث عن سلبياتك لعلك تستطيع تطويرها وتحويلها إلى ايجابيات... في النهاية أنت تساهم في رفعة المجتمع والأمة أو تأخرها وانحطاطها، وفي كلتا الحالتي ستكون طرفا...